عكس السير
لا بأس أن نعترف أننا في غالب الأحيان نتجه لاختيار الطرق التي يسير فيها الآخرون أو كمصطلح دارج الطرق السائدة والمعروفة فهذا يشعرننا بالطمأنينة والأمان فالإنسان يحب الأنس والرفقة في كل رحلاته وتحركاته في حياته.
ومن هنا وجب التدخل السريع وعلى طريقة الكوماندوز بإنزال وهجوم مباغت على ما أنت به مقتنع وما عليه الغالب العام مجتمع لنقول أن العالم الذي يحيطك بك وما فيه من إنجازات رائدة ومميزة ومبدعة لم يصنعه إلا أشخاص مثلك لا يختلفوا عنك بأمور جوهرية في داخلهم وفي إمكانياتهم سوى أنهم اختاروا وجهة مختلفة للمسير وهذه الوجهة كانت عكس السير.
وإليك بيل غيتس كنوذج سريع يخاطب أفكارك وقناعاتك:
بينما كل شاب يبلغ الثامنة عشر من عمره يركز خطواته ورؤيته اتجاه الدراسة الجامعية ويحلم بأن تكون الجامعة التي سيقضي فيها أهم سنوات حياته من الجامعات المميزة كي تكون بمثابة المفتاح الذي سيفتح له أبواب المستقبل على مصرعيها فما بالك ان كانت الجامعة التي قبلت بك بين أسوارها الحصينة هي من أفضل الجامعات في العالم كجامعة هارفرد مثلاً, عام 1973 انتسب بل غيتس لجامعة هارفرد و إلى كلية الحقوق بالتحديد, هنا كان لابد لبيل أن يقف مفتخراً بما حققه, وبطريق النجاح الذي سلكه والذي يتمناه الكثيرون .
ولكن كان غير ما هو سائد وعكس المعتاد حيث قرر بيل غيتس اتخاذ خطوة غبية على المستوى المتعارف عليه لكنها عظيمة على مستوى صناعة التاريخ وصناعة الفارق , وترك الجامعة في أواخر 1974 ليبدأ مشواره في العمل على شركته في مجال البرمجة تحت اسم مايكروسوفت .
ومن سخرية القدر أن يكون الطريق العكسي الذي سلكه بيل غيتس سبباً في أنك تقرأ هذه التدوينة من خلال برمجيات متطورة وليس عن طريق الدوس وبرمجية البيسك البدائية .
لن أكون جافاً جداً بخصوص الطرق المعهودة والسائدة بل سأكون منصفاً قليلاً وأقول لكم أن هؤلاء الذي يسيرون عكس السير ويتحملون التبعات إتجاه ذلك ستأتيهم الطرق المعتادة بكل كنوزها الضئيلة باحثةً عنهم فها هو بيل غيتس يقول في خطاب له في حفل تخريج جامعة هارفرد :
«انتظرت 32 سنة لاحصل على شهادة من هارفارد». وخاطب والده الذي كان يجلس في مقدمة صفوف الحاضرين، وقال: «يا والدي، كنت دائما اقول لك بان تصبر، ولا تغضب علي، وانني، يوما ما، ساحصل على شهادة من هارفارد»
وقال في نهاية خطابه :
«لحسن حظكم، اتحدث اليكم بعد ان تخرجتم. لو تحدثت اليكم في اول يوم لكم في الجامعة، لتركها كثير منكم».
النماذج التي يمكن طرحها كثيرة وطويلة وعادة هي الأقرب لصناعة التاريخ وقيادة العالم قديماً وحديثاً
ولكن دعني أكون منهجياً قليلاً واحدثك عن بعض الاسرار والأدوات التي يمتلكها المتمردين الذين نبحث عنهم:
- القناعة : العالم ليس ما هو عليه وبإمكاننا أن نغيره نحو الأفضل دائماً وانا جزء من هذا التغيير.
- الجامعة الشخصية : لدي نظام تعلم ذاتي متكامل بحيث أن أبحث عن المعرفة الحقيقية التي ترفعني بشكل دائم ومن العيب أن أسير بنفس السرعة والمستوى الذي يسير بها غيري.
- مجال إنتاج : عندي مجال عمل واضح أجد نفسي به وأرى من خلاله أحلاماً كبيرة تتحقق فأنا الأكثر قدرة بين من حولي على تقديم المحترف والمختلف في هذا المجال.
- الإستقلالية : لن أستطيع أن أصل ما أريده وأنا تحت إرادة الآخرين ولن تخرج القوة التي في داخلي وأنا ما أزال معتمداً على غيري لذلك لا بد من الحرية لكي أبدأ التحليق .
- الإصرار : العراقيل تزيدني قوة والفشل يزيدني خبرة والمكان الوحيد الذي سأقبل الوقوف قليلاً عنده هي القمة حتى أرى منها القمة الجديدة التي أطمح إليها.
- روح الفريق : حارة المتمردين خالية لذلك لابد أن أصنع مجموعة منهم تحتاجني وأحتاجها حتى نزيد من متعة وصخب الإنجازات التي سنحققها معاً
وأنت الآن هل مازلت من السائرين مع التيار أم لديك الجديد من القرار
0 التعليقات :